البان الابل وابوالها دراسات ومقالات
عَنْ أَنَسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ نَاسًا اجْتَوَوْا فِي الْمَدِينَةِ فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَلْحَقُوا بِرَاعِيهِ يَعْنِي الابِلَ فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا فَلَحِقُوا بِرَاعِيهِ فَشَرِبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا حَتَّى صَلَحَتْ أَبْدَانُهُمْ فَقَتَلُوا الرَّاعِيَ وَسَاقُوا الإبلَ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَبَعَثَ فِي طَلَبِهِمْ فَجِيءَ بِهِمْ فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ . رواه البخاري
قال القزاز اجتووا أي لم يوافقهم طعامها وقال ابن العربي داء يأخذ من الوباء وفي رواية أخرى استوخموا قال وهو بمعناه وقال غيره داء يصيب الجوف وفي رواية أبي عوانة عن أنس في هذه القصة فعظمت بطونهم .
وفي أثر عن الشافعي رضي الله عنه أورده السيوطي في المنهج السوي والمنهل الروي يقول : ثلاثة أشياء دواء للداء الذي ليس لا دواء له ، الذي أعيا الأطباء أن يداووه : العنب ولبن اللقاح وقصب السكر ، ولولا قصب السكر ما أقمتُ بمصر.
علاج السرطان بألبان وأبوال الإبل
يذكر صاحب كتاب طريق الهداية في درء مخاطر الجن والشياطين أنه أخبر عن نفر من البادية عالجوا أربعة أشخاص مصابين بسرطان الدم وقد أتوا ببعضهم من لندن مباشرة بعد ما يأسوا من علاجهم وفقد الأمل بالشفاء وحكم على بعضهم بنهاية الموت لأنه سرطان الدم ، ولكن عناية الله وقدرته فوق تصور البشر وفوق كل شيء، فجاءوا بهؤلاء النفر إلى بعض رعاة الإبل وخصصوا لهم مكان في خيام وأحموهم من الطعام لمدة أربعين يوما ثُم كان طعامهم وعلاجهم حليب الإبل مع شيء من بولها خاصة الناقة البكر لأنها أنفع وأسرع للعلاج وحليبها أقوى خاصة من رعت من الحمض وغيره من النباتات البرية وقد شفوا تماما وأصبح أحدهم كأنه في قمة الشباب وذلك فضل الله أ.هـ.
قلت وقد ذكر لي الكثير عن قصص مشابهة لمرضى عجز الطب عن علاجهم من السرطان وبتوفيق من الله تعالى تم شفاؤهم بهذا العلاج عند أهل البادية .
وبول الإبل يسميه أهل البادية " الوَزَر " ، وطرقية استخدامه بأن يؤخذ مقدار فنجان قهوة أي ما يعادل حوالي ثلاثة ملاعق طعام من بول الناقة ويفضل أن تكون بكراً وترعى في البر ثم يخلط مع كاس من حليب الناقة ويشرب على الريق .
أنه في الماضي البعيد استخدم العرب حليب الإبل في معالجة الكثير من الأمراض ومنها أوجاع البطن وخاصة المعدة والأمعاء ومرض الاستسقاء وامراض الكبد وخاصة اليرقان وتليف الكبد وامراض الربو وضيق التنفس ومرض السكري ، واستخدمته بعض القبائل لمعالجة الضعف الجنسي حيث كان يتناوله الشخص عدة مرات قبل الزواج إضافة إلى أن حليب الإبل يساعد على تنمية العظام عند الأطفال ويقوي عضلة القلب بالذات، ولذلكتصبح قامة الرجل طويلة ومنكبه عريض وجسمه قوي إذا شرب كميات كبيرة من الحليب في صغره•
واستخدمت أبوال الإبل وخاصة بول الناقة البكر كمادةمطهرة لغسل الجروح والقروح ولنمو الشعر وتقويته وتكاثره ومنع تساقطه، وكذا لمعالجةمرض القرع والقشرة• ويقال ان في دماء الإبل القدرة على شفاء الإنسان من بعض الأمراض الخبيثة •
و قيل ان حليب الإبل يحمي اللثة ويقوي الأسنان نظرا لاحتوائه على كمية كبيرة من فيتامين ج ويساعدعلى ترميم خلايا الجسم لأن نوعية البروتين فيه تساعد على تنشيط خلايا الجسمالمختلفة، وبصورة عامة يحافظ حليب الإبل على الصحة العامة للإنسان
وتشيرالنتائج الأولية للبحوث التي أجراها بعض الخبراء والعلماء ان تركيب الأحماضالأمينية في حليب الابل تشبه في تركيبها هرمون الانسولين، وان نسبة الدهن في لحومالإبل قليلة وتتراوح بين 1,2 في المئة و2,8 في المئة، وتتميز دهون لحم الابل بأنهافقيرة بالاحماض الامينية المشبعة، ولهذا فان من مزايا لحوم الابل انها تقلل من الإصابة بأمراض القلب عند الإنسان.
وأن باحثا علميا توصل إلى أن بول الإبل يشفي من طائفة من أمراض الجهاز الهضمي وعلى رأسها التهاب الكبد
ويقول البحث إن التحاليل المخبريه تدل على أن بول الجمل يحتوي على تركيز عالي منالبوتاسيوم والبولينا والبروتينات الزلالية و الأزمولارتي وكميات قليلة من حامض اليوريك والصوديوم والكرياتين وأوضح أن ما دعاه تقصي خصائص البول البعيري العلاجية هو أنه رأى أفراد قبيلة يشربون ذلك البول حينمايصابون باضطرابات هضمية واستعان ببعض الأطباء لدراسة البول الإبلي فأتوا بمجموعة من المرضى وسقوهم ذلك البول لمدة شهرين وكانت النتيجة أن معظمهم تخلصوا من الأمراض التي كانوا يعانون منها يعنيثبت علميا أن بول الجمال مفيد إذا شربته على الريق كما توصلأوهاج إلى أن بول الجمال يمنع تساقط الشعر.
وقد أكدت مجموعة من العلماء بقسم علوم الأغذية بكلية الزراعة بجامعة الفاتح بليبيا, أن ألبان الابل هي الأفضل من حيث ثرائها بمكونات الغذاء, ومن حيث سلامتها تماماً. ركز العلماء في البداية في أبحاثهم على لبن الناقة, والمقارنة بين خواصهالحيوية وألبان الأبقار , بعد كارثة أمراض جنون البقر التي تتجدد بين فترة وأخرى,وفي أكثر من بلد أوروبي وغيرها من الأمراض التي يمكن أن تصيب الأغنام كذلك. بينمالم يسمع أحد اصابة انسان بأية أمراض من جراء تناوله البان النوق. وفي هذه الدراسةالعلمية والمعملية التي شارك فيها مجموعة من أساتذة كلية زراعة جامعة الفاتح, أثبت العلماء أن حليب الابل يحتوي على كمية فائقة من فيتامين (ج) بما يعادل ثلاثة أمثالمثيله من ألبان الأبقار, في حين تصل نسبة (الكازين) الى 70% من البروتين في ألبان الابل, الأمر الذي يجعله سهل الهضم والامتصاص مقارنة بحليب الأبقار الذي تصل النسبةفيه الى 80%, وكشفت الدراسة ان نسبة الدهون في حليب النوق هي أقل منها في حليبالأبقار, كما أنها حبيبات أقل حجماً يسهل امتصاصها وهضمها. فضلاً عن ذلك فان البانالنوق تحتوي على مواد تقاوم السموم والبكتريا, ونسبة كبيرة من الأجسام المناعية المقاومة للأمراض, خاصة للمولودين حديثاً. ويمكن وصف حليب الابل لمرضى الربو,و السكري, والدرن, والتهاب الكبد الوبائي, وقرح الجهاز الهضمي, والسرطان. لكنالدراسة العلمية كشفت عن مفاجأة أكبر, وهي احتواء ألبان الابل على نسبة عالية منالمياه تتراوح بين 84% و91% وهي نسبة غير موجودة في أي نوع من الألبان الأخرى, وقد تجلت قدرة الله تعالى في دور هرمون (البرولاكتين) في عملية دفع المياه في ضرعالناقة لتزيد كمية المياه في اللبن, ولوحظ أن هذه العملية تتم في الأبل وقت اشتدادالحر التي يحتاج فيها مولودها الرضيع لهذه الكمية من الماء, وكذلك الانسان العابرمعها الصحراء الى كميات متزايدة من المياه ليطفىء ظمأه. التجارب العلمية الليبيةأثبتت أيضاً أن حليب النوق يحتفظ بجودته وقوامه لمدة 12 يوماً في درجة حرارة (أم)في حين أن حليب الأبقار يحتفظ بخواصه لمدة لاتزيد على يومين في نفس درجة الحرارة,وينصح أصحاب الدراسة بتناول كوب من لبن الابل قبل النوم مع ملعقة من عسل النحل للتمتع بنوم هادىء وصحة جيدة. وصدق الله العظيم اذ يقول (أفلا ينظرون الى الابل كيفخلقت) .
وبول الإبل ينفع من ورم الكبد ويزيد فـي الباه.
ألبان الإبل.. بديل غذائي للفواكه والخضراوات
أبرزت دراسة علمية أهمية ألبان الإبل كبديل غذائي مهم عن الفواكه الطازجة والخضراوات الورقية، نظرا لغنى ألبان الإبل بالفيتامينات والمعادن اللازمة لسلامة صحة سكان البادية ، ويقول الدكتور عبد العاطي كامل رئيس بحوث الأبقار بمركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة إن ألبان الإبل تحتوي على كمية فائقة من فيتامين (سي)، وهو الأمر الذي يجعل لألبان الإبل أهمية عظيمة لسكان المناطق الصحراوية التي لا توجد فيها الخضراوات الورقية الطازجة والفواكه
فأن معدلات الفيتامينات والمعادن في ألبان الإبل يزداد تركيزها مع التقدم خلال موسم الحليب الذي يمتد إلى 12 شهرا كاملا متفوقا بذلك على موسم الحليب في الأبقار والجاموس والذي لا يزيد عن 7 اشهر، وفي الأغنام 3 أشهر فقط
و أن نسبة الفيتامينات والأملاح في ألبان الإبل تصل إلى ثلاثة أضعاف ما في ألبان الأبقار ومرة ونصف ما في ألبان الأمهات من النساء ، مؤكدا أن نسبة الكازين تصل بالبان الإبل إلى 70% من البروتين، الأمر الذي يؤدي إلى سهولة هضمه وسرعة امتصاصه في جسم الإنسان، كما أن تركيزات فيتامين بي1، بي2، في ألبان الإبل تتفوق على نظيرتها في ألبان الأغنام والماعز... هذه الفقرة منقوله عن موقع مصراوي
وعن تجربة علمية باستخدام (بول ألإبل) لعلاج أمراض الاستسقاء وأورام الكبد أثبتت نجاحها لعلاج المرضى المصابين بتلك الأمراض. التجربة بدأت بإعطاء كل مريض يوميا جرعة محسوبة من (بول الإبل) مخلوطا بلبنها حتى يكون مستساغا وبعد 15 يوما من بداية التجربة كانت النتيجة مدهشة للغاية حيث انخفضت بطون جميع أفراد العينة وعادت لوضعها الطبيعي وشفوا تماما من الاستسقاء.
أن تشخيصا لأكباد المرضى قبل بداية الدراسة قد جرى بالموجات الصوتية وتم اكتشاف أن كبد 15 مريضا من 25 تحتوي (شمعا) وبعضهم كان مصابا بتليف الكبد بسبب مرض البلهارسيا. واستطرد البروفسير احمدانى قائلا إن جميع المرضى استجابوا للعلاج باستخدام (بول الإبل) وبعض أفراد العينة من المرضى استمروا برغبتهم في شرب جرعات بول الإبل يوميا لمدة شهرين آخرين وبعد نهاية تلك الفترة اثبت التشخيص شفاءهم جميعا من تليف الكبد.
و عن تجربة علاجية رائدة أخرى لمعرفة اثر لبن الإبل على معدل السكر في الدم استغرقت سنة كاملة وأثمرت الدراسة فيما بعد عن انخفاض نسبة السكر في المرضى بدرجة ملحوظة.
وأشار الى انهم اختاروا في هذه التجربة عددا من المتبرعين المصابين بمرض السكر لإجراء التجربة العلمية حيث قسم المتبرعين لفئتين قدم فيها للفئة الأولى جرعة من لبن الإبل بمعدل نصف لتر يوميا فيما حجبت عن الفئة الثانية.
ما هيالخواص العلاجية لبول ولبن الإبل ؟
أن بول الإبل يحتوي على كمية كبيرة من البوتاسيوم ويحتوي أيضا على زلال ومغنسيوم إذ أن الإبل لا تشرب في فصل الصيف سوى أربعة مرات فقط ومرة واحدة في الشتاء وهذا يجعلها تحتفظ بالماء في جسمها لاحتفاظه بمادة الصوديوم ، حيث أن الصوديوم يجعلها لا تدر البول كثيرا لانه يرجع الماء الى الجسم. أن مرض الاستسقاء ينتج عن نقص في الزلال أو في البوتاسيوم وبول الإبل غني بالاثنين معا. وان افضل أنواع الإبل التي يمكن استخدام بولها في العلاج هي الإبل البكرية .
بشكل عام يكون لبن الناقة أبيض مائلا للحمرة ، وهو عادة حلو المذاق لاذع ، إلا أنه يكون في بعض الأحيان مالحا ، كما يكون مذاقه في بعض الأوقات مثل مذاق المياه . وفي بعض البلدان لا يقبل الناس على حليب الناقة بل يرفضونه بسبب مذاقه الكريه على حد قولهم ، وإذا رج هذا الحليب فإنه تتكون رغوة فيه ولو لفترة بسيطة، وترجع التغييرات في مذاق الحليب هذا إلى نوع الأعلاف التي تأكلها الناقة أو النباتات الرعوية التي ترعاها ومياه الشرب التي تتناولها .
وعندما يترك حليب الناقة لبعض الوقت تزداد درجة الحموضة وهي النسبة المئوية لحمض اللاكتيك فيه بسرعة ، ويتزايد محتوى الحليب من هذا الحمض المذكور من 03 % بعد تركه بساعتين إلى 0,14% بعد 6 ساعات . وعموما يمتلك الحليب الطازج حموضة منخفضة تزداد ببطء عند الحفظ ، كما أن خثرة حليب الناقة أكثر طراوة من حليب البقرة . ويكون لبأ الناقة أبيض اللون ويخفف على نحو طفيف بعض الشيء بالمقارنة مع لبأ البقرة .
وفي الصومال يستخدم البعض اللبأ دومبار كغذاء ، إلا أنه لا يستعمل عموما إلا كمسهل ، غير أنه في معظم البلاد التي تربى فيها الإبل يعتبر اللبأ غير ملائم للشرب ، بل أنه يعتبر غير ملائم حتى لصغار الإبل ويسكب على الأرض . ومع ذلك فبالنظر إلى أن اللبأ يحتوي على كميات كبيرة من الأضداد وكونه مفيدا في عملية الهضم عند صغار الإبل فإنه ينصح بإعطائها هذا اللبأ إذا لم يكن صالحا للاستهلاك البشري .
لقد اتضحت للدارسين أن الكثافة النوعية لحليب الناقة هي أقل من الكثافة النوعية لألبان الأبقار والأغنام والجاموس . كذلك يصل محتوى الماء في حليب الناقة بين 84 % و90 % وهذا ما له أهمية كبيرة في الحفاظ على حياة صغار الإبل والسكان الذين يقطنون المناطق القاحلة " مناطق الجفاف "، فصغار الإبل وأولئك الناس يحتاجون في تلك المناطق إلى السوائل للمحافظة على الاتزان البدني والتعادل الحراري في أجسامهم . ويختلف محتوى الماء في حليب الناقة ، ويتأثر تبعا لمدى توافر مياه الشرب وتوافر الأعلاف والنباتات الرعوية " الغنية بالماء " طيلة فترة العام ، والبيئة التي يعيش فيها الحيوان ، ومدى احتواء الأعلاف أو النباتات الرعوية من الماء .
وقد تبين أيضا أن الناقة التي تكون في فترة الادرار " الناقة الحلوب " تخسر أو تفقد ماءها في الحليب الذي يحلب في أوقات الجفاف والقحط وقلة الماء وهذا الأمر يمكن أن يكون تكيفا طبيعيا ، وذلك كي توفر هذه النوق وتمد صغارهم - في الأوقات التي لا تجد فيها المياه - ليس فقط بالمواد الغذائية ،ولكن بالسوائل الضرورية لمعيشتهم وبقائهم على قيد الحياة ، وهذا لطف وتدبير من الله سبحانه وتعالى . وهناك تفسير آخر لهذه الظاهرة يمكن استبيانه من خلال فحص آلية التعرق في الإنسان عندما يتعرض للحرارة . فعملية التكيف مع الحرارة تسبب إفراز عرق مائي غزير . ويرجع ذلك إلى إفراز الهرمون المضاد للإبالة الداخلي المنشأ " الهرمون المانع أو المضاد لإدرار البول لأن الإنسان ينتج أو يفرز العرق المائي ذاته أو نفس كمية العرق عندما يحقن بالهرمون المضاد للإبالة. وهكذا يخسر أو يفرز الإنسان الماء من غدده العرقية مما يسمح له بالمحافظة على التعادل الحراري لجسمه . ونظرا لأن ضرع الناقة " الغدد الثديية " لها نفس المنشأ الجنيني الذي لغدد العرق ،و نظرا لأن إفراز الهرمون المضاد للإبالة يرتفع ويزيد في الناقة العطشى ، فربما يعود نزول الماء في الحليب إلى عمل وتأثير هذا الهرمون .
وبمقارنة دهون حليب الناقة مع دهون ألبان الأبقار والجاموس والنعاج ، وجد أنها تحتوي على حموض دهنية قليلة ، كما أنها تحتوي على حموض دهنية قصيرة التسلسل ،إلا أنه يمكن العثور على حموض دهنية طويلة التسلسل . ويرى الباحثون أن قيمة حليب الناقة تكمن في التراكيز العالية للحموض الطيارة وبخاصة حمض اللينوليك والحموض المتعددة غير المشبعة ، والتي تعتبر ضرورية من أجل تغذية الإنسان ، وخصوصا في تغذية الأشخاص المصابين بأمراض القلب وهذا في الواقع نعمة من الله . وعلى الرغم من أن الحليب الناتج من الناقة العطشى تنخفض فيه نسبة الدهون و البروتين ، فإن محتوى الصوديوم والكلوريد يزداد فيه وهذا هو السبب في مذاق الحليب المائل للملوحة .
وتنخفض تراكيز الكلسيوم والمغنيسيوم في حليب الناقة العطشى أيضا ، غير أن هذه التراكيز تبقى كافية لاحتياجات تغذية الإنسان ، وبخاصة البدو الذين يقطنون الصحاري ، وكذلك صغار الإبل ، وهذه عناية إلهية عظيمة لمثل هذه المخلوقات . ويعد حليب الناقة أيضا مصدرا غنيا ب" فيتامين ج " أو ما يسمى بحمض الاسكوربيك ،وهذا الأمر مهم جدا من الناحية الغذائية للإنسان في المناطق التي تندر فيها الفواكه والخضر التي تحتوي على هذا الفيتامين ، ولهذا ينصح بإعطاء هذا الحليب للنساء الحوامل والمرضعات وللمصابين بالزكام وبعض الأمراض التنفسية الأخرى ، وكذلك لمرضى داء الحفر " البشع أو مرض الأسقربوط "الذي تتجلى أعراضه بتورم اللثة ونزف الدم منها . وقد وجد أن فيتامين "ج" في حليب الناقة يتراوح بين 5,7 % و9,8 % ملليجرام . ومع تقدم فقرة الادرار يزداد محتوى فيتامين "ج" وتبلغ معدلات فيتامين "ج" في حليب الناقة ثلاثة أمثالها في حليب الأبقار ومرة ونصف معدلها في حليب النساء . ويوجد في حليب الناقة معدلات لا بأس بها من فيتامينات "ب1، ب2 ، ب12"وفيتامين " أ " ونسبة من الكاروتين .
وفي فرنسا بينت الأبحاث أن ما يتراوح بين 4 إلى 5 كجم من حليب الناقة ومنتجاته يكفي لتلبية جميع احتياجات الإنسان من السعرات الحرارية والدهون والبروتين والكالسيوم ، ولو أن المعايير الفرنسية الغذائية تعتبر القيمة الغذائية لحليب الناقة أقل قيمة من حليب النعاج والماعز والأبقار .
ومن أهم المزايا التي تخص حليب الناقة دون غيره من ألبان الحيوانات الأخرى ، هو امتلاكه لمركبات ذات طبيعية بروتينية كالليزوزيم ومضادات التخثر ومضادات التسمم ، ومضادات الجراثيم والأجسام المانعة وغيرها ، وهي تمتلك خصائص مقاومة التجرثم . وخلال فترة محددة من الزمن تعرقل هذه الأجسام تكاثر الأحياء الدقيقة في حليب الناقة ، ولهذا فهو لا يتجبن أو يصعب تجبينه أحيانا ، وهكذا فهو يتميز عن حليب أو ألبان بقية الحيوانات الأخرى بإمكان حفظه لمدة طويلة في حالة طازجة . وبسبب ارتفاع مقدرة حليب الناقة على مقاومة التجرثم فإن الحموضة لا تسرع إليه وتتزايد بشكل بطيء ، وعند حفظ الحليب بدرجة حرارة + 10م فإن الحموضة الطبيعية فيه تبقى على حالها مدة 3 أيام.
وعلى الرغم من أن الحليب الذي تنتجه الناقة الحلوب يوفر الغذاء الكامل لصغرها وللإنسان أيضا ، فإنه لا يتبقى كميات منه لتحويلها إلى منتجات لبنية . وعلاوة على ذلك فإن تكوين الحليب ذاته لا يتيح الفرصة لصنع بعض المنتجات الغذائية عادة مثل تلك المنتجات التي تصنع من ألبان الأبقار والأغنام والماعز ، ومع كل هذا يمكن عمل بعض المنتجات من حليب الناقة . وفي جميع البلاد التي تربى فيها الإبل يستهلك حليب الناقة طازجا أو ممزوجا مع ألبان الأبقار أو النعاج أو الماعز وذلك لتحسين مذاقه . وفي روسيا وبخاصة في المناطق الشاسعة الجافة الواقعة بين بحر قزوين وبحيرة بلاكاش تقوم الإبل بدور كبير الأهمية في تغذية الإنسان ، ففي كازاخستان تساهم الألبان ومنتجات الألبان بنسبة 90 % من الغذاء الأساسي اليومي للسكان ، وتعد الإبل أهم مصدر لحليب في هذه المنطقة ويليه ألبان الحيوانات الأخرى . وليس غريبا أن نلاحظ ازدياد أعداد المسنين والمعمرين في مثل هذه المنطقة من روسيا ، ويقال إن بعض هؤلاء الناس كانوا يتناولون حليب الناقة في غذائهم.
وفي القرن الإفريقي لا يعتبر حلب الناقة مجرد عمل ، بل لقد أصبح جزءا لا يتجزأ من حضارة وتراث هذه المنطقة ولا يسمح بحلب هذه الأنثى إلا للصبية والفتيات غير المتزوجات والرجال الذين يجري تنظيفهم طبقا لطقوس معينة ، ولا يسمح بإجراء معالجات لحليب ، فإما أن يشرب طازجا أو بعد ربه بفترة قصيرة ، وفي بعض القبائل يعيش الصبية الرعاة على حليب الإبل فقط ولا يشربون المياه إلا بعد أن ترتوي الإبل ، وتترك حلمتان للصغار حتى ترضع منهما ، بينما تحلب الحلمتان الأخريان لكي يستهلك حليبها البدو سكان الخيام ، ولا يتناول هؤلاء الناس اللبأ بل تغذى عليه صغار الإبل لاعتقادهم أن هذا اللبأ ضار بصحتهم أو يريقون هذا اللبأ على الأرض ، وهذه في الواقع عادة سيئة واعتقاد خاطئ لعلمنا أن اللبأ يحتوي على كميات كبيرة من الأضداد القابلة للامتصاص والتي تقوم بدور مهم في وقاية صغار الإبل من الأمراض . وفي مناطق شمال كينيا يعيش الرعاة على حليب الناقة كليا تقريبا ، وتنتج النوق كميات من الحليب تفوق بكثير ما تنتجه الأبقار المحلية . وفي الصومال يتغذى الناس على حليب الناقة بعد رضاعة صغار الإبل منها . أما في الجزائر فيعتمد بدو الأحجار في الصحراء الكبرى على الحليب في الحصول على غذاء متوازن ، وعند هذه القبائل مثل يقول : الماء هو الروح والحليب هو الحياة ، وتعد ألبان النوق إلى جانب ألبان الحيوانات الأخرى المصدر الرئيسي لغذائهم .
وفي المملكة العربية السعودية زاد الاهتمام بتربية الإبل في الآونة الأخيرة زيادة ملحوظة ، وتبين من خلال البحوث التي أجريت هناك أن البدو البالغين كان لديهم أعلى معدل من اللاكتيز في أمعائهم ، ومن المعتقد أن هذا الأمر يرتبط بمدى سيولة حليب الناقة وقيمته الحرارية ، كما يبين الدور المهم لهذا الحليب في المحافظة على حياة سكان الصحراء .
ومما يجدر ذكره - ما دمنا نتحدث عن حليب الناقة - الإشارة إلى أهم منتجات حليب الناقة المتخمر والتي تدعى بأسماء مختلفة وذلك وفقا للمنطقة التي تربى بها الإبل ومن هذه الأسماء كيفير وماتزون وداهدي وجيودو ويوغورت ، واللبن كما يسمى في مصر وسوريا وهذه المنتجات ذات قيمة غذائية جيدة للإنسان.
وهناك مشروبا الشال والشوبات اللذان لهما أهمية علاجية لبعض الاضطرابات المرضية في الإنسان . وإضافة لذلك يمكن صنع الخوا والرابري والمالاي من ألبان النوق كاملة الدسم غير المتخمرة ، كما يمكن صنع الزبدة من حليب الناقة وأيضا حليب الزبدة الذي يتبقى بعد عملية الخض ، وهو يستخدم في صناعة الحساء حيث يضاف إليه التمر والفلفل والماء وغير ذلك من المواد لتتكون منه وجبة غذائية دسمة ، وهذا الحساء البارد يؤكل بعد إعداده مباشرة ، وقد ثبت أنه ذو قيمة غذائية عالية للإنسان.
ومن ناحية أخرى تعتقد قبائل الطوارق بأن حليب الناقة مفيدة من الناحية الصحية للمريض والصغار والشيوخ وهذا يعود في اعتقادهم إلى تكوين الدهن فيه ومحتواه من الفيتامينات.
وأخيرا يمكن صنع الجبن الطري من حليب الناقة أو بخلط حليب الناقة مع ألبان الحيوانات الأخرى ، وذلك ليكسبه طعما مستساغا . كذلك يمكن القول أن بروتين مصالة حليب الناقة يحتوي على نسبة من الازوت هي أعلى نسبيا من تلك الموجودة في بروتين مصالة حليب الأبقار ، كما أن الكازين الصناعي لحليب الناقة يحتوي على نسبة مئوية عالية من البروتين والحموض الأمينية ، ولهذا يمكن استخدامه في تغذية الإنسان بعد تنقيته ، كما يمكن استعماله كغذاء للحيوان.
لقد بينا فيما سبق بعض المزايا المهمة لحليب الناقة كغذاء مهم للإنسان . ونظرا لغنى مكونات هذا الحليب ، وكونه يمتلك نسب مكونات من الماء والمواد الصلبة والدهون والبروتين والاكتوز والفيتامينات …الخ بمعدلات أعلى من بقية نسب مكونات ألبان الأبقار والأغنام والماعز والخيول والإنسان ، فإن له أهمية كبيرة في تغذية الإنسان.
وفي الهند يستخدم حليب الناقة لعلاج الاستسقاء واليرقان ومتاعب الطحال والسل والربو وفقر الدم والبواسير . كما ثبتت فائدة شراب " الشال " في علاج السل وأمراض الصدر الأخرى ، وقد أنشئت عيادات خاصة يستخدم فيها حليب الناقة لمثل هذه المعالجات.
كذلك أفادت الأبحاث العلمية أن وظائف الكبد تتحسن كثيرا في المرضى الذين أصيبوا بالتهابات الكبد ، وذلك بعد علاجهم بحليب الناقة الذي ثبتت فعاليته في العلاج . وفي كينيا تبين أن الرعاة الذين يعيشون على حليب الناقة فقط ، وكذلك الرعاة الذين يتناولون هذا الحليب في منطقة الأحجار في الصحراء الكبرى ، يتمتعون بصحة جيدة وحيوية متدفقة ، فحليب الإبل عندهم مشهور بصفاته التي توفر الصحة الجيدة والعافية بما في ذلك نمو العظام القوية، وبعض الرعاة الذين يعيشون على حليب الناقة فقط تحول لون أشعارهم إلى الأحمر ولكن شعرهم عاد إلى لونه الطبيعي عندما حصلوا على غذاء أكثر توازنا . كذلك فإن حليب الناقة له مفعول مسهل إذا تناوله إنسان لم يتعود استخدامه . ومن الواضح أن المعدة تضطرب فقط عند تناول حليب الناقة وهو لا يزال دافئا ، أما عند ما يبرد فليست له أي تأثيرات ضارة . وقد وضحت بعض البحوث أن لهذا الحليب خصائص تؤدي إلى تخفيف الوزن ، كما أنه سهل الهضم في الجسم . كذلك يعطي حليب الناقة للمرضى والشيوخ والأطفال والنساء الحوامل نظرا لغنى تركيب هذا الحليب بالمواد الغذائية التي سلف ذكرها ، وبخاصة الحموض الدهنية والمواد البروتينية والفيتامينات ، ولأن الدراسات أثبتت أن هذا الحليب مفيد للصحة وفي تكوين العظام.
وفي شبه جزيرة سيناء هناك اعتقاد سائد بين البدو فحواه أنه يمكن علاج أي مرض باطني بتناول حليب الناقة . ويقال إن لهذا الحليب قوة وخصائص مفيدة للصحة لدرجة أنه يطرد جميع أنواع الجراثيم من الجسم . وقد قيل أن هذا ينطبق فقط على الإبل التي تأكل أنواعا معينة من الشجيرات والأعشاب ، وتستخدم الشجيرات والأعشاب ذاتها في صنع بعض الأدوية . وعلى كل حال لا نعلم نحن مدى صحة هذا الاعتقاد ، ولكن الذي نراه وفقا لما ذكر في الكثير من المراجع أن حليب الناقة يمتلك مزايا مهمة تؤهله لتغذية الإنسان وعلاج ومقاومة الأمراض التي قد تصيبه .
ويعتقد الناس في أثيوبيا أن حليب الناقة يعتبر مفيدا في تقوية الناحية الجنسية ، وفي الصومال تعتقد القبائل الرعوية أن الحليب الذي يشرب في الليلة التي تشرب فيها الإبل الماء لأول مرة بعد فترة عطش طويلة له قوى سحرية ، ومن يشرب الحليب في هذه الليلة من ناقة أطفأت عطشها سوف يتخلص من الأشواك التي تغلغلت في قدميه حتى لو كانت تعود إلى فترة الصبا . وفي الصحراء الكبرى هناك اعتقاد سائد بأنه عندما يقدم حليب الإبل لضيف من الضيوف لا يقدم له إلا حليب ناقة واحدة ، وذلك لأنه إذا حسد الضيف القطيع ، فإن الناقة التي شرب من حليبها هي فقط التي ستتوقف عن إعطاء الحليب.
وفي الختام يمكن القول أنه برغم تلك الاعتقادات والظنون الخاطئة التي يعتقدها بعض الناس عن حليب الناقة ، فإن البحوث والدراسات الحديثة أكدت أهميته الكبرى في تغذية الإنسان وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على لطف الله بعباده وقدرته الخارقة ، وأنه الخالق العظيم الذي أحسن خلق كل شيء في هذا الوجود ، وما علينا نحن البشر إلا السجود له والإيمان به والاعتراف بربوبيته وعظمته وقدرته