في ذات المكان وذات الوقت أمارس طقوسي الوداعية لخيوط الشمس الراحلة عند كل غروب،
تعودت ان أرتشف قهوتي المسائية معك ، واليوم أرتشفها وحدي برفقة فنجانك الذي لا يمل الإنتظار،
تعودت ان أدندن لك أغنيتك المفضلة ، واليوم أدندنها في سري حتى لا تفضحني أوتار صوتي المتخاذلة لغيابك،
تعودت أن افتح ذراعي لأحضن المدى فرحاً بقربك ، واليوم أفتح ذراعي لأضمهما على لا شيئ فالمدى أنت وأنت لست هنا،
تعودت ان أفتح رئتي لأملآهما بالنسيم العليل واليوم لم يبقى لدي الا
تنهيدة لا تنتهي لتمنع دخول اي نسمة لا تحتوي شيئ من انفاسك،
تعودت أن أغرس زهرات الياسمين في مفاصل جديلتي حتى تمارس هوايتك في قطف الياسمين، واليوم جديلتي مقفرة لا يسكنها الا السراب.
اليوم وأنا أمد يدي لأتشبث بأخر خيط من خيوط الشمس الراحلة همست لك:
" سيبقى المكان في حالة يٌتم حتى تعود، لقد حان الوقت لعودتك ،كفاك عبثاً بتقويم القدر